أحاول عزل أصوات السيارات
أركز بالجملة التي أقرأها
أعيد قرآءة الصفحة لأني أضعت الفكرة
عيناي تحملقان في الكتاب
وعقلي في مكان آخر
عصا عجوزٌ غليضة تخطئ وجهي
ولكنها تلقف الكتاب الذي أقرأه وتلقيه أرضًا
تصرخ العجوز:
“مـمـلـة !
سيموت الرجل في آخر الرواية”
ارفع رأسي لأرى (قلوريا)
عجوز في الثمانينات من عمرها
عيناها زرقاوان
ووجهها مستدير ملأه التجاعيد
شعرها قصير وغزاه بياض الشيب
فاحشة الثراء وتتزين في كل يوم وفي كل مكان وكأنها مدعوة على حفل زفاف
هي عزباء وتغلبني بكثرة الثرثرة
ملحدة أو “تعبد الدولار” على حد تعبيرها
فضة وصريحة إلى حد الوقاحة ولكن ما ان تصاحبها ستكتشف طيبة قلبها
التقطت كتابي من الأرض وقلت:
– البشر الطبيعيون يلقون السلام ..
لا يلقون الكتب !
تجلس (قلوريا) على الكرسي المقابل:
“البشر الطبيعيون لا يقرأون رواية
يحتضر فيها بطلها من الصفحة الأولى
حتى الصفحة الأخيرة”
– هذه ليست رواية .. انها قصة حقيقية
كاتبها يقول اننا لن نتعلم كيف نعيش…
View original post 725 كلمة أخرى